التحليل الموضوعي وأدواته

المقدمة:
 يذكر كلا من (الزهيري و عبدالواحد، 2016) ان التطورات الحديثة في مجالات المعرفة الانسانية تتطلب توفير ادوات حديثة لغرض استرجاع المعلومات وتقديمها للمستفيدين باقل جهد ممكن واسرع وقت ونظرا لتنوع مصادر المعلومات وتعدد لغاتها المختلفة في العالم اصبح من الصعوبة السيطرة على كل ما ينشر وتقديمه للمستفيدين فضلا عن عجز الادوات التقليدية في المكتبات ومراكز المعلومات عن تأدية عملها بالصورة الصحيحة حيث تمثلت الادوات التقليدية بالمكانز وخطط التصنيف وقوائم رؤوس الموضوعات، والمواصفات وسجلات الاستناد ويضيف كلا من (الزهيري و عبدالواحد، 2016) أيضا ان المكتبات ومراكز المعلومات واجهت العديد من الصعوبات عند استخدامها لمثل هذه الادوات تمثلت في نقص النسخ المتوفرة في المكتبات ومراكز المعلومات وافتقارها للتحديث والشمولية باستمرار وعدم توفير النسخ المطلوبة للعمل المكتبي كذلك كان لا بد من مواكبة التطورات الحديثة ولذلك برزت الادوات الحديثة في التحليل الموضوعي وهي جزء أساسي في العمل في المكتبات ومراكز المعلومات وتمثلت في التوسيم من خلال استخدام الكلمات المفتاحية لمصادر المعلومات المعتمدة على الويب الدلالي والفوكسونومي حيث يتم اختيار مجموعة من المصطلحات لتصف مصادر المعلومات والتكسونومي وهو شكل من اشكال التنظيم معتمدا على تقسيم الاشياء ويختم كلا من (الزهيري و عبدالواحد، 2016) أن الانطولوجي الذي اصبح له أهمية كبيرة مع ظهور شبكة الانترنت والويب الدلالي في تناول وتوفير المعلومات للمستفيدين وباستخدام هذه الادوات الحديثة فقد ساهمت مساهمة فعالة في تنظيم مصادر المعلومات وسهولة تداولها وتوفيرها لمستخدميها باقل جهد ممكن واقصر الطرق وتوفير وقت المستفيدين.
ومن خلال هذه المقالة المتواضعة سوف نستعرض أهم الموضوعات التي باتت تؤرق القائمين على عملية تنظيم المعرفة وتسهيل الوصول اليها واسترجاعها بأبسط الصور، حيث سنتناول فيها ما يتعلق بمفهوم التحليل الموضوعي والاتجاهات الحديثة التي طرأت عليه وأهم أدواته وتقنياته في البيئة الرقمية والتقليدية على حد سواء.
مفهوم التحليل الموضوعي وأهميته:
تزخر العديد من الكتب والمقالات التي تطرقت لمفهوم التحليل الموضوعي ومن ذلك ما ذكره (شاهين، 2004) في تعريفه للتحليل الموضوعي بأنه "تلك العمليات الهادفة للتعريف بالمحتوى الموضوعي لمصادر المعلومات وإنشاء أدوات البحث والوصول للمصادر عن طريق المدخل الموضوعي" كما عرفه (عبدالهادي م.، 2009) أيضا بأنه "ذلك الجزء من عملية تنظيم المعلومات الذي يتعلق بالمحتوى الفكري أو الموضوعي لمصادر المعلومات" ويعرفه (الزهيري و عبدالواحد، 2016) بأنه "وصف لمحتويات الكتاب الفكرية او الموضوعية من خلال استخدام اللفظ أو الكلمات التي تعبر عن الموضوع الذي من خلاله تتجمع تحته في الفهرس أو الكشاف كل البطاقات الخاصة بمختلف اوعية المعلومات التي تعاج الموضوع لإظهار مصادر المعلومات المتوفرة في المكتبة أو مركز مصادر التعليم" وتعرفه (بامفلح، 2011) أيضا بأنه "عملية فحص الوثيقة من خلال المفاهيم التي تحتويها والتعرف الدقيق عليها لفرض استقبالها بشكل واضح واختيار الواصفات المناسبة لها"  ويعرف كلا من (السريحي و شاهين، 2002) التحليل الموضوعي بشكل اوسع على أنه "كشف لما يحتويه وعاء المعلومات من مفاهيم و أسماء و أماكن و أفكار أو معلومات فيدل على مكانها و يحيل إليها بأرقام الصفحات أو الأعداد أو المجلدات أو بأي شيء يدل على مكانها حتى يتم الوصول إليها" ويمكن ان يتسع مفهوم التحليل الموضوعي كما ذهب اليه (بدر، عبدالهادي، و متولي، 2001) "يعنى بناء المصطلحات و التكشيف الموضوعي ، و المقصود ببناء المصطلحات بناء الأدوات كالتصانيف و قوائم رؤوس الموضوعات و المكانز و هذه الأدوات تصمم لتسهيل تنظيم و استرجاع المعلومات عن طريق:
                         أ‌-          وضع مصطلحات يمكن أن استخدامها في التصنيف أو تكشيف الوثائق.
                      ب‌-       عرض العلاقات الدلالية semantic كالهرمية Hierarchy والترادفية Synonymy بين المصطلحات". ويعرفها (خليفة ، 2009) بأنها عبارة عن " وصف لمحتويات الكتاب الفكرية أو الموضوعية؛ فالتحليل الموضوعي تعبير عن موضوع الكتاب أو العمل الفكري باستخدام اللفظ أو الكلمات "
وتكمن أهمية التحليل الموضوعي كونه يعد من أساليب تنظيم المعلومات وطرقها من أجل اكتشاف المعلومات الأكثر نفعاً والتي تلبي حاجتنا إلى المعلومات، ومن الأساليب الحديثة التي تستخدم في التحليل الموضوعي للمعلومات قطاعين هامين يجملهما كلا من (Taylor, 2006) و (علي، الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الإنترنت، 2009) على التوالي في:
1.     استخدام الكلمات أو المفردات المضبوطة وهي قائمة أو قاعدة بيانات بالمصطلحات الموضوعية وغالبا ما يحدد أحد المصطلحات كي تستخدم في تسجيلات الميتاداتا في أداة الاسترجاع. وتقع الأدوات في ثلاث فئات: قوائم رؤوس الموضوعات، المكانز، والأنطولوجيات. وفيما يتعلق بالاختلافات فالمكانز تتكون من مصطلحات مفردة، ومصطلحات مقيدة لتمثل المفاهيم المفردة (وتسمى بالواصفات)، بينما قوائم رؤوس الموضوعات فتميل إلى استخدام الجمل والمصطلحات الأخرى سابقة الربط بالإضافة إلى المصطلحات المفردة، أما الأنطولوجيات فإنها تشبه قوائم رؤوس الموضوعات والمكانز في أنها تنظم الكلمات في مجموعات من المترادفات ثم تستخدم العلاقات مثل علاقات مصطلحات الأعرض، والأضيق ، والمتصلة لتنظيم مجموعات الترادف ولكنها تختلف عنهما في تحليلها للفئات مثل: الأسماء والأفعال والصفات والظروف.
2.     استخدام اللغة الطبيعية للموضوعات والبحث بالكلمات المفتاحية وايضاً التطور الحديث المعروف بالتوسيم والذي يتيح للمستفيدين الأفراد تجميع المصادر المشابهة معاً باستخدام مصطلحاتهم الخاصة مع قيود قليلة أو دون قيود إضافةً إلى الفوكسونومي وهو ناتج العملية التي يقوم فيها المستفيد بوضع الكلمات أو المصطلحات التي تعبر عن المعلومات والأشياء عبر الويب، وعملية تحديد الكلمات الدالة تتم من خلال المستفيدين أنفسهم وبلغاتهم الطبيعية.
الهدف من التحليل الموضوعي:
ومن الاهداف الرئيسية للتحليل الموضوعي كما أشار الى ذلك (ابو عجمية، 2006) :
1)    الوصول إلى جميع المواد ذات العلاقة بواسطة الموضوع.
2)    إيجاد مدخل لأي مجال موضوعي في أي مستوى من مستويات التحليل.
3)    توفير مدخل للوثيقة من خلال أي مفردات شائعة.
4)    إظهار الترابط بين الموضوعات.
5)    الوصف الشكلي للمحتوى الموضوعي.
ويشير كلا من (الزهيري و عبدالواحد، 2016) أن الغرض من التحليل الموضوعي هو الوصول الى جميع المواد الثقافية التي لها علاقة بالموضوعات وتوفير مستوى من مستويات التحليل واظهار الترابط بينهما ووصف المحتوى الموضوعي للمفردات الشائعة ويعتمد التحليل الموضوعي على ادوات تتمثل في: (المكانز، قائمة رؤوس الموضوعات خطط التصنيف و التكشيف والاستخلاص)، ومن خلال ذلك يصل كلا من (الزهيري و عبدالواحد، 2016) الى نتيجة مفادها أن التحليل الموضوعي هو جزء من الفهرسة الموضوعية والتحليل الموضوعي وهو جوهر وأساس العمل المكتبي والمعلوماتي والا فقدت المكتبات ومراكز المعلومات، وقاعدة من قواعد البيانات أساسي مطلوب وجودها وفاعليتها حيث يكون الاهتمام بالموضوع الذي يعبر عن محتوى الوثيقة وليس شكل الوعاء.
أدوات التحليل الموضوعي:
بالإشارة الى ما ذكر ومن خلال ما كتب في أدبيات المكتبات ومراكز المعلومات عن التحليل الموضوعي وأدواته يمكننا تقسيم ادوت التحليل الموضوعي الى قسمين نجملها التالي:
اولا: ادوات التحليل الموضوعي الحديثة وتشمل: (التوسيم، التصنيف الحر أو الفكسونومي، التكسونومي، الانطولوجي، البيانات المترابطة والويب الدلالي).
ثانيا: أدوات التحليل التقليدية وتشمل: (المكانز، قوائم رؤوس الموضوعات، خطط التصنيف والتكشيف والاستخلاص).
وسنتناول بالشرح بعضا من تلك الادوات السابقة  بشيء من الايجاز كالتالي:
أولا: ادوات التحليل الموضوعي الحديثة:
الفوكسونومي (Folksonomy):
    يذكر (علي، الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الانترنت، 2009) أن مصطلح (Folksonomy) ظهر بداية من عام 2004 على يد توماس فاندر (Thomas Vander  ) كمصطلح للتعبير عن تصنيف يبتكره المستخدمون، فهو عبارة عن دمج للمصطلحين البشر (Folk) وعلم التنظيم (Taxonomy).
مفهومه وتعريفه:
منذ ظهور المصطلح عام 2004 حتى الان ظهر أكثر محاولة لتعريف الفوكسونومي حيث عرفها (Mathes, 2004) بأنه "تعبير عن محتوى الشبكة العنكبوتية من خلال المستخدمين غير المهنيين على أن يكون هذا التنظيم وفق رؤيتهم من خلال تأثرهم بالثقافة والمجتمع واللغة وأشياء أخرى كثيرة، على أن يتم استرجاع المحتويات التي تم تنظيمها بنفس طريقة التنظيم".
ويضيف كلا من (Nasir Uddin, Mezbah-ul-Islam, & Gausul Haque, 2006) تعريفا للفولكسونومي بأنه "ناتج ممارسة الافراد لشبكة الانترنت، حيث الاستخدام لمصادر المعلومات الموجودة على هذه الشبكة تحت واصفات أتفق الراي عليها من قبل المستخدمين للشبكة دون اتفاق مسبق وهي تتسم بعدم المعيارية في استخدام المصطلحات بل هي ناتج طبيعي للاختلاف في المصطلحات"
المزايا والعيوب:
أشار (علي، الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الانترنت، 2009) أن من أهم مميزات الفوكسونومي ما يلي:
·        يعكس فعليا المصطلحات التي يتم استخدامه من قبل الافراد المستخدمين لمصادر المعلومات.
·        يعتبر بداية لتصميم نظام (مكنز)، حيث يعتبر نواة لبداية العمل على التنقيح والاستبعاد لتكوين مكنز جيد.
·        المصطلحات التي يستخدمها الافراد قد تكون من الحداثة مقارنة بالمهنيين عند وضع المصطلحات لمصادر المعلومات، حيث أن الافراد يضعون المصطلحات يوميا أما المهنيين فغالبا ما يتم وضع المصطلح مرة واحد فقط ولا يتم التحديث بعدها.
·        امكانية إضافة العديد من المصطلحات للتعبير عن مصدر واحد.
·        إمكانية استخدام المستخدم للغته الخاصة التي يمكن بها وصف المعلومات بكلمات تعكس ثقافته.
·        من السهل ادراج أي واصفات جديدة وتغييرها أو تحديثها.
وأهم عيوب الفوكسونومي كما أشار اليها (علي، الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الانترنت، 2009) ايضا و تتمثل في:
·        الخطأ في كتابة المصطلح مثال: (الجمل – الحمل) و (فرن – قرن)
·        استخدام الكلمات الحديثة أو الاختصارات الحديثة والمستخدمة في الرسائل النصية عبر التلفون المحول أو الرسائل المرسلة عن طريق البريد الالكتروني
·        استخدام بعض المواقع التي تستخدم تقنية الفوكسونومي لوضع المسافات بين الواصفات بجانب الحروف الكبيرة في اول الكلمة وهناك البعض الاخر الذي لا يستخدمها.
·        تشابه بعض المصطلحات في طريقة الكتابة مع اختلاف المعنى مثال: المغرب (دولة) و المغرب (صلاة).
·        استخدام اكثر من لغة واحدة للتعبير عن المحتوى من أكثر من شخص على اختلاف لغاتهم.
التاكسونومي (Taxonomy):
مفهومه وتعريفه وأهميته:
يذكر (حسين، 2011) أن التاكسونومي كلمة يونانية، وهى عبارة عن دمج بين مصطلحين (Taxis) وتعنى التنظيم وكلمة (Nomos) وتعنى علم أو قانون.
والتاكسونومى هو علم التصنيف متضمناً المبادئ العامة التي تقسم على أساسها الأشياء والظواهر إلى أقسام والتي تنقسم بدورها إلى أقسام فرعية ثم إلى تفريعات من الاقسام الفرعية وهكذا، كما أشارت اليه (فهمي، 2016).
ويعرفها (Roperts, 1999) بأنها عبارة عن مصطلحات تزود الباحث كدليل للبحث وإظهار العلاقات بين المصطلحات بأشكال مختلفة.
المزايا والعيوب:
وتشير (فهمي، 2016) على أنه بالرغم من أن ابرز عيوب التاكسونومى هو التدخل البشرى في عملية بنائه وما يترتب عليها من انحياز قد يفتقد الموضوعية أحياناً فهذا التدخل البشرى يعد ميزة كبيرة تؤدى إلى رفع معدلات صلاحية المخرجات نظراً لارتفاع معدلات الاستدعاء، الامر الذى لا يكفله البحث بشكل جيد حيث يعاب على محركات البحث نسبة التشويش العالية ومعدلات التحقيق المرتفعة وخصوصاً مع حجم الإنترنت.
الانطولوجي (Ontology):
ينظر بصفة عامة الى الشبكة العنكبوتية العالمية (ويب) كما يشير اليها (احمد ا.، 2015) كمستودع ضخم يحوي الكثير من البيانات والمعلومات – غير المهيكله – وليست المعرفة. وقد اقتضى ذلك ضرورة تبني نموذج لتطوير أنظمة البحث والاسترجاع لتأخذ الطابع الدلالي بعين الاعتبار، وقد تمثل في تطبيقات وخدمات الويب الدلالي ومن بينها الانطولوجيا.
مفهومها وتعريفها:
يعود مصطلح الانطولوجيا الى اصل يوناني كما يشير الى ذلك (عالم ، 2010) ويتكون من كلمتين Onto وتعني الوجود، و Logei وتعني العلم وعلم الوجود هو تمثيل للمعرفة من قبل مجموعة من المفاهيم ضمن المجال والعلاقات بين هذه المفاهيم الأنطولوجيا ونظم ادارة المعرفة.
أهميتها:
ويقسم (احمد، 2013) الانطولوجيات الى الأنواع التالية:
·        الانطولوجيا وعلاقتها بالحث والاسترجاع في بيئة الانترنت:
ان الباحث والمستخدم لأدوات الوصول للمعلومات المتاحة على شبك الانترنت يقع دائما تحت وطأة المعلومات المتجددة وكثرتها، وتحت وطأة الفوضى المعلوماتية في بيئة الانترنت، وكثرة وفوضى المعلومات تؤدي الى صعوبة في إيجاد المعلومات الهادفة والمفيدة وفي الوقت المناسب.
·        دور الانطولوجيا في التغلب على فوضى وعشوائية المعلومات:
قديما كان الاسترجاع والبحث قائما فقط على فهارس البطاقات ثم تطور ليصبح أكثر كفاءة في الاسترجاع بالاعتماد على الفهارس الالية ثم تطورت عمليات البحث والاسترجاع اكثر في بيئة المكتبات الرقمية لتكون قائمة على معايير الميتاداتا (مارك ودبلن، وأيضا النص الكامل).
·        القواعد المرشدة في تصميم وبناء الانطولوجيات:
(المجال والحدود، الهندسة والبناء، التصميم والعرض).
البيانات المترابطة (Linked Data):
يعتبر (معوض، 2016) ان حركة البيانات المترابطة Linked data Movement اتجاها جديدا نسبيا على شبكة الانترنت، من بين امور أخرى، تمكن مقدمي البيانات المتنوعة من نشر محتواها بطريقة قابلة للتشغيل المتبادل ومفهومة اليا. وتبدوا المكتبات في جميع انحاء العالم تبني التقنيات المترابطة التي تجعل محتواها في متناول كل البشر واجهزة الحاسبات.
مفهومها وتعريفها:
تشير (حسن، 2016) الى أن المقصود بالبيانات المترابطة Linked data ربط البيانات على الشبكة العنكبوتية عن طريق استخدام تقنيات الشبكة العنكبوتية للربط بين البيانات الواردة من نظم غير متجانسة أو من مواقع مختلفة داخل بيئة واحدة، ويقصد بها من الناحية التقنية طريقة لنشر البيانات على الشبكة العنكبوتية بصورة تكفل للتطبيقات والبرمجيات القدرة على فهمها ومن ثم تحقيق التكامل من خلالها.
الويب الدلالي (Semantic Web):
يعزو (احمد ه.، 2013) التشابه  الحالي الذي ظهر بين علم المكتبات والمعلومات وبين شبكة الانترنت نتيجة تطور مؤسسات المكتبات ومراكز المعلومات، وانتقالها من خاصية التملك والزام المستفيدين بالذهاب اليها، الامر الذي جعل سياسة المكتبات ومراكز المعلومات تتمثل في الوصول بمصادرها ومواردها الى المستفيدين أينما كانوا وفي أي وقت، وهذا ما تقدمه شبكة الانترنت التي تعتبر الان من المصادر الغنية بما تحتويه من مصادر معلومات بمختلف أنواعها واشكالها، فلم يشهد العالم منذ بدء التاريخ بوجود كيان واحد يزخر بشتى فروع المعرفة مثل شبكة الانترنت التي عجزت منذ ظهورها عن تنظيم ما تحتويه من مصادر معلومات في حين ان مؤسسة المكتبات ومراكز المعلومات منذ ظهورها وهي تقوم بتقديم وتطوير خطط لتنظيم وترتيب مصادر المعلومات التي تحتويها مهما كانت كمياتها وانواعها، وهذا الذي استدعى ظهور الويب الدلالي.
مفهومه وتعريفه:
عرف معجم W3C (W3C, 2011) الويب الدلالي بأنها شبكة بيانات بمعنى أنه يمكن للبرامج الحاسوبية الخاصة أن تعرف ماذا تعني هذه البيانات  ويتطلب الوصول لهذه الطريقة من التفسير والفهم للبيانات الاستعانة بالأنطولوجي (Ontology) والذي يعرف على أنه طريقة لتمثيل المفاهيم وذلك عن طريق الربط بينها بعلاقات ذات معنى ، حتى تسهل ربط الأشياء الموجودة بعضها البعض ولفهم أوسع للمفاهيم المختلفة.
 وتعرفه (الهزاني، 2011) بأنه تلك التطبيقات التي صممت بحيث تكون قادرة على فهم وترميز صفحات الويب بمعنى أن التطبيق يفهم أن ترميز ما في صفحة الويب هو عنوان بريد؛ وذلك من خلال فهمه لنمط ترميز العنوان ، وهنا يبرز سؤال عن الكيفية التي يتعرف فيها التطبيق على أنماط معينة.
المزايا والعيوب:
يتميز الويب الدلالي بعدة مزايا ومن هذه المزايا التي اشارت اليها (البسيوني، 2013) بما يلي:
·        يدعم الاستكشاف الفعال للمصادر.
·        يحقق تكاملية الأداء.
·        يقدم حلولا تدعم مشكلات التشغيل البيني، والتي لا يمكن حلها بالاعتماد على تقنيات الويب الحالية.
·        يساعد في تحويل الويب الحالي من مجرد مستودع ضخم الى أشكال مختلفة ومتنوعة من البيانات والمعلومات والمقاطع المتراكمة بشكل عشوائي الى بيئة معرفية منتظمة.
·        معالجة جميع المشكلات التي يعاني منه الويب الحالي والمتمثلة في: (الافتقار للهيكلية المناسبة لتمثيل البيانات، غموض المعلومات الناتجة عن الربط البيني الضعيف بين المعلومات، عجز الآلات عن فهم المعلومات المتوافرة  بالويب).
ثانيا: أدوات التحليل الموضوعي التقليدية:
المكانز:
تعد المكانز أحد أهم أدوات استرجاع المعلومات التي ظهرت نتيجة الانفجار المعلومات وتطور وتعدد وسائل نشرها بالإضافة إلى تعقيد اهتمامات المستفيدين وتشعبها وتعدد لغاتها. 
وعرفها (عبدالهادي م.، 1978) من الناحية الوظيفية على أنها أداة لضبط المصطلحات الطبيعية وتحويلها إلى لغة نظام ، و من حيث البناء فهي مفردات مقيدة وديناميكية لمصطلحات متصلة مع بعضها العض دلالياً وتجانسياً لتغطي أحد حقول المعرفة.
كما عرفه (Structure, 1974) المعهد القومي الأمريكي للمواصفات بأنه "تجميع للكلمات والجمل يظهر علاقات الترادف، والعلاقات الهرمية، وغيرها من العلاقات والتوابع ووظيفته الإمداد بلغة مقننة لاختزان المعلومات واسترجاعها".
ويتميز المكنز  بأنه يحتوي على تبيان واضح لعلاقات المفهوم سواء مصطلح أعم أو أضيق أو مترابط  
من وظائف المكنز كما عددها (الحماد، 2009) ما يلي:
1-   يسمح للمكشف بوصف المعلومات أن يصف المادة الموضوعية أو المعلومات التي تحتويها الوثائق بطريقة ثابتة وموحدة من وجهات نظر فنية متعددة.
2-    يعمل على إيجاد توافق بين المصطلحات التي يستخدمها الباحث والمصطلحات التي يستخدمها أخصائي المعلومات
3-   يعمل على إمداد الباحث بالوسائل التي تمكنه من أن يعدل من استراتيجية البحث من أجل تحقيق درجة استدعاء عالية ومحكمة وذلك حسب الظروف المتنوعة.
4-   يساعد على فهم بناء المجال حيث أن المكنز يعمل على تقديم خريطة لمجال معين من مجالات المعرفة تبين كيفية اتصال المفاهيم بعضها ببعض.
5-   يعمل على تسهيل عملية البحث العريض إذ أنه يقوم بتحضير المصطلحات المتصلة مع بعضها البعض.
6-   توفير وقت الباحث وجهده في التفكير أثناء عملية البحث عن المصطلحات المتصلة.
التكشيف والاستخلاص:
التكشيف والاستخلاص فيشير اليها (قاسم، 2007)أما الاستخلاص فهو عملية التحليل من أجل تقديم ما تشتمل عليه مصادر المعلومات من معلومات مناسبة وبأقل عدد من الكلمات ، فإنه يعد في كثير من الأحيان بديلاً عن المصادر الأصلية إلا أن المستخلص لا يكون مساوياً في الحجم لمصدر المعلومات الأصلي.
الخاتمة:
تحدثنا عن مفهوم وأهمية التحليل الموضوعي واهدافه وأدواته والتي قسمت تلك الادوات الى ادوات تقليدية وحديثة وتحدثنا عن بعض تلك الادوات حيث تطرقنا الى مفاهيمها وتعريفاتها وأهميتها وأهم مزاياها وعيوبها ومن خلال الدراسة خلصنا الى نتيجة مفادها: أن التحليل الموضوعي هو جزء من الفهرسة الموضوعية والتحليل الموضوعي هو جوهر وأساس العمل المكتبي والمعلوماتي، وأن كثرة الانتاج الفكري والمعلوماتي وتعدد مصادر المعلومات وتنوعها وخاصة في الوقت الحاضر عصر انفجار المعلومات وعصر التقنية جعل التحول في تنظيم ذلك الكم الهائل من المصادر المختلفة في المكتبات ومراكز المعلومات من أدوات التحليل الموضوعي التقليدي الى الحديث حتمي بل بلا شك ومن اولى الاوليات.



المراجع

المراجع العربية:

احمد بدر، محمد فتحي عبدالهادي، و ناريمان اسماعيل متولي. (2001). التكشيف و الاستخلاص دراسات في التحليل الموضوعي. القاهرة: دار قباء.
حسن حسين. (ديسمبر, 2011). التاكسونومي. مكتبات نت، الصفحات 5-18.
حسن حسين علي. (2009). الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الانترنت. الاتجاهات الحديثة في المكتبات الحديثة، الصفحات 240-225.
حسن حسين علي. (يوليو, 2009). الفولكسونومي أحد مظاهر التصنيف على شبكة الإنترنت. الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات، الصفحات 240-225.
حسن عواد السريحي، و شريف كامل شاهين. (2002). مقدمة في علم المعلومات (المجلد 3). جدة، السعودية: دار الخلود للنشر و التوزيع،1423.
حشمت قاسم. (2007). مدخل لدراسة المكتبات وعلم المعلومات . دار غريب.
خلود ممدوح حسن. (مارس, 2016). تجربة المكتبة الوطنية البريطانية في تطبيق البيانات المترابطة على الببليوجرافية الوطنية. Cybrarians Journal، الصفحات 17-32.
سميرة احمد فهمي. (مايو, 2016). تاكسونومي. تم الاسترداد من https://app.emaze.com/user/samira_ahmed91.
شريف كامل شاهين. (2004). الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي. مجلة المكتبات والمعلومات العربية، الصفحات 5-41.
شعبان عبدالعزيز خليفة . (2009). نظريات التحليل الموضوعي و تطبيقاته. الإسكندرية: دار الثقافة العلمية 2009.
طلال ناظم الزهيري، و امال عبدالرحمن عبدالواحد. (2016). التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات الرقمية: أدواته وأهميته في الاسترجاع. مجلة آداب البصرة - كلية الآداب - جامعة البصرة - العراق ع76 ، الصفحات 32-307.
عبدالله سليمان الحماد. ( 2009). رسالة المكتبة. المجلد 44، العدد 3.
فاتن سعيد بامفلح. (2011). اساسيات نظم استرجاع المعلومات الالكترونية (المجلد الثانية). جده، مكة المكرمة - السعودية: مكتبة المتنبي.
محمد فتحي عبدالهادي. (1978). المكانز كأدوات للتكشيف واسترجاع المعلومات الحاجة إليها ، تعريفها ووظائفها ، أنواعها. المجلة العربية للمعلومات.
محمد فتحي عبدالهادي. (2009). الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي للمعلومات وموقف قطاع المعلومات منها. (الصفحات 682-697). الدار البضاء: المؤتمر العشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم).
نورة ناصر الهزاني. (2011). مفهوم وبنية الويب الدلالي. مجلة المعلوماتية.
هندي عبدالله احمد. (2013). بناء انطولوجيات علم المكتبات والمعلومات في بيئة الويب الدلالية: دراسة وصفية تحليلية. مهنة ودراسة المكتبات والمعلومات: الواقع والتوجهات المستقبلية (الصفحات 463-487). المدينة المنورة: الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم).
وصال ابراهيم عالم . (2010). الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) و وزارة الثقافة وجمعية المكتبات بالجمهورية اللبنانية. المؤتمر الحادي والعشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (المكتبات الرقمية العربية: عربي انا: الضرورة الفرص والتحديات).
يسري احمد ابو عجمية. (2006). التكشيف واستخدام المكنز.

المراجع الاجنبية:

 

Mathes, A. (2004, December). Folksonomies - Cooperative Classification and Communication Through Shared Metadata. Retrieved from http:\www.adammatthews.com/academic/computer-mediated-communiction/Folksonomies.html.
Nasir Uddin, M., Mezbah-ul-Islam, M., & Gausul Haque, K. M. (2006, December). INFORMATION DESCRIPTION AND DISCOVERY METHOD USING CLASSIFICATION STRUCTURES IN WEB. Malaysian Journal of Library and Information Science, 11, 1-20.
Roperts, S. (1999, Jan). practical taxonomies: hard- won wisdom for creating a workable knowledge classification system. . Knowledge management, pp. 5-47.
Structure, A. N. (1974). Construction and use 1974 .p.9. 1974.
Taylor, A. G. (2006). Introduction to cataloging and classification. Westport, conn: Libraries Unlimited,2006. p385.
W3C. (2011). Semantic Web. Retrieved from http://www.w3.org/standards/semanticweb\.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بناء المكنز Thesaurus Construction

تصنيف الشبكات من حيث طريقة توصيلها (Topology)

منهجية بناء الانطولوجيا Methodology of building Ontology